Tuesday, February 5, 2008

محطّة


أقسى اللحظات ، هي تلك التي ننتظرها طويلا" ... فلا تأتي
بعدك حبيبي ، قد بات الحزن نهجي ، و الدمعة توقيعي
هذا ما قلته في استقبالك ... في وداعك
و ها أنا اليوم ، و بعد مرور أعوام عمّا حدث ، أقول بأنّ أغرب المحطّات ، أغربها على الإطلاق ، هي تلك التي نحسبها مقصدنا لندرك بأنها لم تكن سوى ... ممر عبور

التقينا منذ سنوات ، في ذلك المقهى الجامعي ، و لم أعد أذكر ما الذي جذبني اليك أولا" ، أهو صمتك المثير و غموضك المحترف أم كلمات ، أتقنتها فأسرتني بها ، أم تراه لم يكن سوى ذلك الاختلاف الفاضح و استحالة التقارب بيننا ؟؟ ... لا أدري تحديدا" و لكننا كنّا مختلفين ، مختلفين حد الغرابة

سألتك ذات مرة ، عن سبب مفترض قد يجعلك تتركني فأجبتني بتلقائية مطلقة: " هو الموت ... وحده يفرّقنا"
دافئة كانت أحلامنا و ممتعة : منزل صغير و متواضع مليء بالحب و الامل ... صاخبا" كان ضجيج أطفالنا الست ... ابنتنا الكبرى كانت تشبهني كثيرا ، أما الصغرى .. فقد كانت تشبهني أيضا" فأنت لا ترضى بغير ذلك ... كنت تتذمر دوما" من غنائي السيء و أغار من صحيفتك ....

لو تدري كم تمنيت الموت لاحدنا ، علّي بذلك أجد مبررا" لغيابك ، و سببا" لرحيلك ، و لكن ، حتى الموت كان متواطئا" معك و مثلك ... خذلني
حيت أخبرتني بضرورة سفرك ، شعرت بالخوف و الضيق و لكنك قلت بأنك ذاهب من أجلنا و أنّك ستعود لي " فأنت وطني " كما قلت لي يومها
... و عدت ،
و لكنّك ... عدت معها و كلمة واحدة " سامحيني "
تساءلت حينها ، إن كنت قد أحببتني يوما" أم انني كنت فقط ... عابرة سبيل ، خطأ ارتكبته ضعفا" و طمعا" فأصلحته ، بذات الضعف و ذات الطمع
بالنسبة لي ، فقد كنت سرابا بهيئة رجل ، أحببته ... فخسر حبي

No comments: