Tuesday, February 5, 2008

مدينة مغلقة


كعروس في ليلتها الاولى
مدينتي ، هذا الصباح
شهيّة مغرية
سمراء ، اختارت الأبيض
ثوبا" تستقبل به
ضيفها البارد
و استغرب الجميع بقائي في المنزل
فأنا ، على عكسهم
لم أشأ مغادرة نافذتي
و تمنيت لحظتها
أن أكون الأولى
لا ... الوحيدة
الوحيدة التي تراها
فقد أردت المرور بمحاذاتها
دون المسّ بها
دون تدنيسها أو تشويه معالمها
أردت المرور ... كما طيفك في مخيلتي
يمرّ بمحاذاة الحواس
يشعلها ... دون المسّ بها




أيا رجلا" ، يسكن قصائدي
و يجتاح أفكاري
أتساءل ، كم من الحماقة يلزمني
كي أصدّق بأنّ
الازهار تنمو تحت الثلوج
و بأنّ الفراشات ترقص تحت المطر
و كم من الجرأة قد أحتاج
كي أرمي بأقنعتي أمامك
فترى خوفي و ضعفي
و كم أحتاج منها كي
أهرب منك ... إليك
فأنسى نفسي
و أبكي ...
أبكي بين يديك




... و انتهى العرس
و خلعت المدينة رداءها الابيض
و رحل زائرها المستعجل
و أنت ... يا زائرا" مدينتي
ماتزال جالسا" على حقيبتك في المحطّة
تحضّر ..
قافلتك قد وصلت
و الآن ..
أسألك الرحيل
أوابقى ... الى الابد
فمدينتي أعلنتها مغلقة

محطّة


أقسى اللحظات ، هي تلك التي ننتظرها طويلا" ... فلا تأتي
بعدك حبيبي ، قد بات الحزن نهجي ، و الدمعة توقيعي
هذا ما قلته في استقبالك ... في وداعك
و ها أنا اليوم ، و بعد مرور أعوام عمّا حدث ، أقول بأنّ أغرب المحطّات ، أغربها على الإطلاق ، هي تلك التي نحسبها مقصدنا لندرك بأنها لم تكن سوى ... ممر عبور

التقينا منذ سنوات ، في ذلك المقهى الجامعي ، و لم أعد أذكر ما الذي جذبني اليك أولا" ، أهو صمتك المثير و غموضك المحترف أم كلمات ، أتقنتها فأسرتني بها ، أم تراه لم يكن سوى ذلك الاختلاف الفاضح و استحالة التقارب بيننا ؟؟ ... لا أدري تحديدا" و لكننا كنّا مختلفين ، مختلفين حد الغرابة

سألتك ذات مرة ، عن سبب مفترض قد يجعلك تتركني فأجبتني بتلقائية مطلقة: " هو الموت ... وحده يفرّقنا"
دافئة كانت أحلامنا و ممتعة : منزل صغير و متواضع مليء بالحب و الامل ... صاخبا" كان ضجيج أطفالنا الست ... ابنتنا الكبرى كانت تشبهني كثيرا ، أما الصغرى .. فقد كانت تشبهني أيضا" فأنت لا ترضى بغير ذلك ... كنت تتذمر دوما" من غنائي السيء و أغار من صحيفتك ....

لو تدري كم تمنيت الموت لاحدنا ، علّي بذلك أجد مبررا" لغيابك ، و سببا" لرحيلك ، و لكن ، حتى الموت كان متواطئا" معك و مثلك ... خذلني
حيت أخبرتني بضرورة سفرك ، شعرت بالخوف و الضيق و لكنك قلت بأنك ذاهب من أجلنا و أنّك ستعود لي " فأنت وطني " كما قلت لي يومها
... و عدت ،
و لكنّك ... عدت معها و كلمة واحدة " سامحيني "
تساءلت حينها ، إن كنت قد أحببتني يوما" أم انني كنت فقط ... عابرة سبيل ، خطأ ارتكبته ضعفا" و طمعا" فأصلحته ، بذات الضعف و ذات الطمع
بالنسبة لي ، فقد كنت سرابا بهيئة رجل ، أحببته ... فخسر حبي